مؤسس إيكيا

وكان الكثيرون يراهنون على فشل «كامپارد» في إدارة الشركة، التي بدأت تتوسع شيئًا فشيئًا, إضافة إلى أن أسواق الولايات المتحدة وأوروبا الشرقية آنذاك تختلف عن أسواق الدول الاسكندينافية.
ولكن كامپراد بعزيمة الشاب الطموح وذكاء الكبار دفع «إيكيا» وبكل ثقة نحو التوسع المدروس والمتزن, فمازالت فروعها تنتشر في أوروبا مرورًا بأسيا وإفريقيا.
 في عام 1959م بلغ عدد الموظفين لدى «إيكيا»  100 عامل، وبدأت في عقد شراكات إستراتيجية، وتوظيف مصممي أثاث مبدعين.
وأثناء حقبة الستينات والسبعينات بدأ مفهوم «إيكيا» في التبلور، وتم أفتتاح عدة متاجر جديدة، وإطلاق عدة منتجات جديدة، كما تم عام 1960م افتتاح أول مطعم خاص بالسلسلة في السويد، حيث بدأ «كامپراد» أيضًا في بيع منتجات «إيكيا» بطريقة التعليب/التوضيب المسطح  الشهيرة من متاجر تابعة لشركته، والتى تحولت لتصبح أسطورة الشركة، ونقطة بيع محورية، تخفف من تكاليف اليد العاملة والنقل والتخزين على العميل، وبالتالي تقدم المفروشات بأسعار منخفضة عن منافسيها.
وبذلك اكتمل المفهوم الأساسي لشركة «إيكيا»، وهو أثاث مسطح التعليب، بأسعار في متناول الجميع، يتم تصميمه وتوزيعه وبيعه داخل الشركة، فقد كانت الفكرة المُحفِّزة لإنشاء «إيكيا»، ومازالت، هي قدرة أي شخص على شراء أثاث أنيق وعصري، ولم يكن« كامپارد» يهدف فقط لتقليل أعباء التكاليف وكسب المال، وإنما أيضًا كان يسعى لتقديم خدمة أفضل للجمهور.
توسعت أعمال «كامپراد» أكثر فأكثر، وأنتشرت فروع «إيكيا» في السويد، النمو الإستراتيجي العالمي، حيث كانت تفتتح متجرًا سنويًا في بلد جديد، وكانت توطد علاقتها مع مزود في البلد المستهدف، والشروط القانونية والثقافية والمادية والسياسية  لتسهيل إطلاق المتجر.
فبدأت توسع نشاطاتها خارج السويد، وأمتدت إلى النرويج والدنمارك، و انتشرت عبر ألمانيا الى كافة أنحاء القارة الأوروبية، إذ افتتح أول متجر في النرويج عام 1963م، وفى عام 1965م إفتتح أكبر متجر في السويد، وجذب العملاء بالتزامن مع إفتتاح مخزن الخدمة الذاتية للعملاء.
وفي الدنمارك عام 1969م، وفي سويسرا عام 1973م، وألمانيا عام 1974م، وفي كندا عام 1976م، وأستراليا عام 1977م، حتى وصلت إلى أقاصي الشرق والغرب، وعند إفتتاح «إيكيا» في «شنغاهاي» زار المتجر 80000 شخص.
 يوجد اليوم  أكثر من300 متجر يعرض أثاث «إيكيا» حول العالم، متوزعة على 38 دولة، وخلال هذه الفترة، لم يلجأ «كامپراد» مطلقًا لإقتراض أموال لمواجهة التوسعات، أو طرح أسهم.
استمرت سلسة «إيكيا»  في التوسع في الثمانينات بشكل كبير ودخلت أسواق جديدة مثل الولايات المتحدة و إيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة واستقطبت عدة شركات لتصميم الأثاث مثل KLIPPAN  وهي شركة لعائلة سويدية وشركة LACK  وMOMENT.
في التسعينات توسعت «إيكيا»  أكثر مما كانت عليه، وتم إطلاق سلسلة «إيكيا» للأطفال، والذى تركز على حلول تأثيث المنزل لتلبية إحتياجات الأسر التي لديها أطفال، وبدأت بالأهتمام بالبيئة، وأشترطت على شركائها الأهتمام بهذا الجانب لممارسة الأعمال التجارية الجيدة.
ومع بداية الألفية، وبحلول العام 2000م، دخلت «إيكيا» المزيد من الأسواق العالمية مثل اليابان وروسيا وأبرمت شراكات عديدة خاصة بالمشاريع الاجتماعية والبيئيةK هذا ويذكر أنه في وقت سابق من حياته المهنية، بدأ يعمل مع مجموعة من مصنعي الأثاث في بولندا.
وأصبح مدمن على الكحول، ولكنه في عام 2004م، صرح بأنه بدأ يسيطر على إدمانه، وفي يونيو عام 2013م، أعلن «كامپراد» انه يعتزم العودة للعيش في «سمولاند» بالسويد، بعد تسليم إدارة الشركة لأولاده الثلاثة، حيث يبلغ مؤسس «إيكيا» اليوم 89 عاماً.
وبالرغم من كونه صاحب العديد من الشركات والعقارات، الّا أنّه يشتهر بكونه رجلاً اقتصادياً صاحب أسلوب حياة بسيط، وهذا ما يريد تعليمه لموظفيه، فهو يعيش  في المدينة السويسرية Epalinges  منذ عام 1976م، ويقود سيارة  Volvo 240 موديل 1993م، ويطلب من موظفيه في أن يكتبوا على الورق من الجهتين للتوفير.
ويستخدم في متاجره أكياس مصنوعة من الأوراق، ومعروف عنه يزور المطاعم التى تقدم الوجبات الرخيص، من الأشياء الغريبة أنه يسافر في الدرجة السياحة في الطائرة، ويجلس في الدرجة الثانية بالقطارات، ولا ينام في الفنادق الفخمة، ولهذا ففلسفته موجودة في شكرته للأثاث دومًا بشكل ظاهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق